ما يواجه المشروعات الناشئة من مصاعب أكثر من أن يحصى، لكن المشكلة الأكبر أن تصبح المشكلة من الداخل، حينها يعني أن مشروعك فشل حتى قبل أن يُولد، إذا كنت تتساءل عن أسباب فشل معظم تلك الشركات التي لم نسمع عنها حتى لكثرتها، فإليك أهم هذه الأسباب … لكن حذارِ؛ فالسبب الثامن هو الأكثر شيوعًا.
في بعض الأحيان يبني أصحاب المشاريع مشروعاتهم على أفكار لا تحل مُشكلات يُعاني منها الأفراد، وإذا ما نظرت مليًا في المشروعات القائمة، ستجد أن مُعظم المشروعات الناجحة تحل مُشكلة موجودة بالفعل؛ فتسويق المشروع النهائي سوف يعتمد في الأساس على الجمهور المتعطش الذي يحتاج لوجود هذه الخدمة التي يُقدمها هذا المشروع، وفي حالة أنه لا توجد قاعدة جماهيرية كبيرة للمشروع أو بمعنى أدق تحتاج لوجود هذا المشروع، فإن الفشل سيكون قريب، اللهم إلا إذا واجهت عقبة بناء جمهور خاص بفكرتك؛ بخلق الحاجة والرغبة لديهم وهذا ما يحتاج إلى وقت وأموال طائلة لعمل ذلك.
يبني عادة الأشخاص مشروعاتهم في أشياء يعرفون عنها الكثير، وأحيانًا يكون صاحب المشروع بارع في تخصصه، وبذلك يظن أنه ليست له حاجة إلى خطة عمل، بل في بعض الأحيان يتجاهل عمل دراسة جدوى المشروع، ويبدأ عشوائيًا دون وجود نظام مُحدد ومهيئ جيدًا.
إذا كُنت بارعًا في تخصص مشروعك ولم تكتب خطة عملك بعد، فهناك احتمالين، وهما احتمالي النجاح أو الفشل في مشروعك بناء على ما لديك من خبرة سابقة، ولكن إن كُنت مُلم ببعض المعلومات أو لست خبيرًا في مجال تخصصك ولم تكتب خطة العمل سلفًا، فإن الفشل أقرب إليك من النجاح. أيضًا الخبراء يعلمون جيدًا أهمية خطة العمل؛ لذلك هم لا يبدئون مشروعًا دونها، مهما بلغت براعتهم في مجالاتهم.
اقرأ أيضًا: 4 خطوات تساعدك في نمو مشروعك الريادي.
التلكؤ، كذلك التسرع، آفات قد تصيب مشروعك وتجعله عديم القيمة أو تمنعك من تنفيذه في حالات كثيرة.
لي جاران منازلهما مُلتصقة، ولدى كل واحد منهم محل خارجي يصلح أن يكون مشروعًا تجاريًا بسيطًا. وذات مرة، قال لي جاري الأول أنه يُريد أن يفتح مشروع تجاري خاص بالألبان في هذا المَحل خصوصًا أن المنطقة لم تكن بها أي مشاريع من هذا النوع، فهنأته على هذه الفكرة وطلبت منه أن يبدأ سريعًا إلا أنه تلكأ، وكلما كُنت أراه أطالبه بتنفيذ فكرته وأشجعه فيلين لي ثم ينسى فكرته بسبب كسله في بناء إحدى جدران هذا المحل وتجهيزه كي يصلح لهذا الغرض.
وبعد مرور أكثر من سنة كاملة ودون سابق إنذار وجدنا الجار الثاني وقد فتح حُجرة داخلية من منزله على المحل الصغير الخارجي الذي لديه، فأصبح المحل كبيرًا، ثم هيأ هذا المكان، وفجأة وجدناه وقد بدأ المشروع الذي كان الجار الأول يُريده.
رغم أن هذا المثال بعيد عن العمل الحر عبر الإنترنت، إلا أنه قد يُوصل إليك مبدأ مهم، وهو أن توقيت إطلاق المشروع مُهم للغاية؛ فإنك إن تأخرت في إطلاق مشروعك، فهناك غيرك الذي لديه عقل يفكر وسوف يقوم بإطلاق مشاريع مُشابهة عاجلًا أم آجلًا. ومن جهة أخرى لا يدفعنك هذا إلى أن تتسرع وتُطلق فكرتك ومشروعك دون نموذج عمل ودراسة جدوى وخطة عمل شاملة للمشروع، ولكن أجعل انطلاق مشروعك في الوقت المناسب.
هل أطلقت مشروعك؟ إذن لتعلم أن هذا المشروع كبذرة غُرست، ويجب عليك أن ترعاها وتسقيها من اهتمامك ووقتك حتى تكبر وتُصبح شجرة كبيرة تُثمر. ما يحدث أن مؤسس المشروع ينشغل عنه بسبب ضيق الوقت وبسبب انشغاله بأعمال ومشاريع أخرى، ومن هُنا يتوقف التطوير ومعه يتوقف نجاح المشروع ويسير في اتجاه عكسي تمامًا.
على سبيل المثال، إن كان مشروعك موقع على الإنترنت، فبتوقفك عن إضافة المحتوى باستمرار ومتابعة تعليقات زوار الموقع، فأنت تضع الموقع في موقف مُحرج تجاه الفشل. اعلم أخي ان الصعب ليس أن تنجح ولكن أن تُحافظ على النجاح الذي وصلت له.
من الأسباب التي تؤدي إلى فشل المشروع بالكامل هو أن تسعى للربح كأولوية وتنسى الجودة التي يجب تقديمها إلى العميل. فالناظر إلى المواقع الشهيرة مثل موقع الفيس بوك، تجد أنه قدم خدمة حقيقية أولًا وهي مُساعدة الناس على التواصل أينما كانوا، وبعدها بحث عن طريقة لتحقيق الربح من هذه الخدمة التي وفرها للناس؛ فلم يكن الربح هو الأولوية ولكن أن تكون الخدمة مُميزة حتى يرضى العميل ثم يأتي الربح في المرتبة الثانية. والأمثلة كثيرة في هذا الصدد إن أردت معرفة المزيد.
فريق العمل هو من يحمل مشروعك على أكتافه؛ فإما أن يصل به إلى بر الأمان إلى حيث المكان الذي فيه تسعدون جميعًا أو يقع بمشروعك ويُعرقل تقدمه ومسيرته نحو النجاح. من هذا المُنطلق يجب اختيار فريق عمل لديه الإمكانية والمهنية والكفاءة لإنجاح مشروعك، حتى إن كان هذا الفريق يتكون من شخص واحد فقط.
لإنجاح المشروع يجب أن تكون مديرًا يتسم بالريادية، وأن تكون شخص لين تسمح لموظفيك بالنقاش فيما يخص أفكارهم لنجاح المشروع؛ فهم في النهاية جزء منه. اما العناد والتمسك بالرأي حتى لا يُقال عنك أنك أخطأت، أو لمجرد العناد، ومثل هذه الأفعال الصبيانية لن تجني منها إلا خسارة فريق العمل أولًا ومشروعك ثانيًا.
من وجهة نظري الشخصية التي أؤمن بها، أن الإيمان بفكرتك والسعي إلى إنجاحها هو مُفتاح النجاح الأول والذي به يُمكن أن تُزلزل كافة العقبات التي قد تواجهك في طريقك نحو إنجاح مشروعك.
كم من فكرة طائشة لمشروع ناشيء كان يعتقد الكثير أنها طائشة ولولا أن أصجابها تمسكوا بها لما رأت النور، المبدأ أن تؤمن بقيمة ما تقدمه من خدمة أو منتج، ولا تتوقف حتى لو كانت أمامك جبال من المثبطات والإحباطات، مادمت تؤمن أن مشروعك قيّم، فلا تتخلى عنه.
أخبرنا هل توجد أسباب أخرى لفشل المشاريع الناشئة خاصة بعالمنا العربي؟